مركز سهل

قررت أكاديمية العقيدة المصرية للتعليم المفتوح إنشاء مركز سهل لتطوير عملية البحث العلمي بحيث تواكب مقتضيات العصر وتكنولوجيا البحث، حيث يقوم المركز بوضع القواعد والأسس العملية للبحث الحديث خلافا لما كان جاريا من أساليب البحث القديم في المكتبات والتعامل مع الكتب الورقية.
كان الباحث فيما مضى ولا يزال يقوم بجمع البطاقات وثبت المادة العلمية من خلال توثيق المرجع بالجزء والصفحة وبيان رقم الطبعة والدار التي صدرت عنها، ثم يقوم بعملية تصنيف البطاقات وفق موضوعات الأبواب والفصول والمباحث والمطالب التي يقتضيها البحث، وربما تطلب الأمر التفريغ السمعي لعمل البطاقات في حال الدراسات الميدانية والتطبيقية ثم يقوم الباحث بتوثيق نسبتها إلى المتحدث بطرق بدائية.
وبعد التطور السريع الذي حدث في كم المعلومات وتداولها وتحويلها إلى وسائل إلكترونية أصبح لزاما على الباحثين تطوير القواعد البحثية والوصول إلى المعلومة بيقين، فتوثيق نسبتها إلى قائلها دون تحريف هو الهدف المرجو لدى الباحثين والمشرفين.
ويكفي الإشارة إلى المرجع الإلكتروني الذي تم التحقق من دقة مطابقته للنسخ الورقية المطبوعة، بمجرد إدخال مجموعة من الحروف المفتاحية في أي جزء من النص، وهذا يكفي الباحث ويمكنه من الوصول للمراد، فعلى سبيل المثال إذا أراد الباحث استخراج حديث نبوي من كتب السنة في موسوعة من الموسوعات، فيكفيه إدخال مجموعة من الكلمات ربما لا تتجاوز اثنتين أو ثلاثة على مواقع ومحركات البحث، فيستخرج الحديث في لحظات، بل ربما يكفي البحث بكلمة واحدة مميزة إذا تم مراعاة تفادي الخطأ البشري عند إدخال النص في محركات البحث.
وكذلك لا بد من التطور ومواكبة العصر في استخدام البرامج المتخصصة للكتابة الإلكترونية ومعالجة النصوص والاستفادة منها، حيث تقوم بتنظيم المحتوى ووضع القوالب المختلفة وفق الأبواب والفصول بصورة تلقائية.
وكذلك تنوع الخيارات من خلال تلوين الفقرات بألوان مختلفة لتمييز المادة وتصنيفها بسهولة ويسر في مجموعة من الملفات الإلكترونية، مع إمكانية استخدام برامج التدقيق الإملائي، والتدقيق النحوي، وتوثيق المصادر بملفات الميديا المرئية والمسموعة والصور الموثقة كمرجعيات يمكن الوصول إليها بالروابط الإلكترونية.
وبدلا من طباعة الرسالة والتكلفة الكبيرة في إتمامهما لا بد من التطور المواكب للعصر الحاضر، فيمكن قبول الرسالة المقدمة في كتاب إلكتروني مصفوف ومهيأ على ما هو أفضل وأجمل في خصائصه من الكتاب المطبوع، مع وجود الروابط التوثيقة داخل مجلد متصل بهذا البحث يحتوي على ملفات التوثيق.
تلك القواعد التي تناسب البحث في هذا العصر ينبغي متابعتها وتطويرها على مواكب الوقت والحدث الفوري، ولا يمكن للعقل العربي الواعي أن يتجاهلها أو أن تبقى عملية البحث في جمود متواصل، بل يتحتم على الباحثين التطور والتقدم والأخذ بأحدث ما قدمه العقل البشري، فسرعة التغيير في طبيعة الوصول إلى المعلومة والتطور السريع الذي ينجز المراد في وقت قصير جدا، إن لم نأخذ به سنتخلف عن ركب الحضارة التي هي أساس الأخذ بأسباب القوة، والعاقل يبحث عما يعود عليه بالنفع لنفسه وللدارسين والباحثين وغيرهم، من أجل ذلك يسعى مركز سهل لتطوير عملية البحث على الدارسين في أكاديمية العقيدة المصرية.
كما أن مركز سهل يطرح على الباحثين عشرات الموضوعات المقترحة، فمن أهم المشكلات التي يواجهها الباحثون في الدراسات العليا اختيار موضوع الدراسة، أو اختيار بحث متميز يمكن التسجيل فيه بسهولة ويسر وينال القبول، ثم بعد ذلك تأتي عملية اختيار المشرف الذي يسهل التعامل معه بلطف ورحمة ودون استعلاء، فالإحساس المعنوي بالقهر والاستكانة التي تؤدي بالباحث إما إلى نفاق المشرف، أو المصادمة معه أو خسران مسيرته في العلمية والأكاديمية، شعر به أغلب الدارسين كواقع لا يمكن تجاهله أو إنكاره.
ومن هنا كان وجود مركز سهل لتيسير البحث العلمي على الدارسين، فالمركز هو الذي يختار الموضوعات الفعالة والمباشرة التي تؤدي إلى تطوير الواقع وتقدمه ورفع مستواه العلمي، والدخول بإيجابية في الموضوعات الحساسة والمباشرة، والتي تتطلب جرأة وصراحة وشفافية في معالجة الأمور.
وكذلك يقوم مركز سهل بمساعدة الباحثين في إعداد خطة البحث العلمي، وتشكيل صورة متكاملة حول موضوع البحث، وكيف سيقوم بالعمل فيه؟ بحيث يجد مادة كافية في شتى المجالات المتعلقة بالدراسة، مع توفر المراجع والمصادر العلمية التي يستند عليها، وكل ما يلزم لإنجاز بحثه.
 ثم يقوم بمتابعته وفق الخطة الدراسية حتى إكمال العمل وإنجازه، ثم إعداده على الطريقة الحديثة المتبعة في الأكاديمية، فلا يلزم طباعته ورقيا، بل يتم إعداد الأبحاث في صيغتها النهائية على كتاب إلكتروني مشفر بين الباحث والأكاديمية، ترسل النسخ منه إلى المشرفين، ويمكن مناقشته عبر الكمبيوتر أو غير ذلك، ويمكن مطالعة البحث عند المناقشة لمن يرغب من الجمهور في الغرف المفتوحة والمأمونة، وسماع اقتراحاتهم ومشاركاتهم في المناقشة مع الباحث والمشرفين.
مركز سهل يهتم بطلابه في الدراسات العليا من جهة اختيار الموضوعات في مرحلة الماجستير والدكتوراه، وكذلك المساعدة في الأبحاث العلمية المحكمة اللازمة لدرجة الأستاذية ونشر أبحاثهم في مركز دورية التابع للأكاديمية ومنحهم شهادات التوثيق اللازمة، إضافة إلى أن المركز يقوم بطرح عشرات الموضوعات بصفة دورية ليختار منها الباحث ما يناسبه ويسجل فيها مباشرة، أو يقترح الطالب من عنده موضوعا أو يطلب تعديلا يتوافق مع أمر ما في بلده، أو وضع كائن في منطقته يتطلب دراسة عملية أو نظرية، فالقصد هو التكيف مع الباحث ليستفيد من جهده ووقته.
كما أن المركز يقبل التعاون مع الجامعات والأكاديميات العلمية في إعداد الأبحاث ذات الطابع الخاص الذي تتطلبه المصلحة العامة لبلد ما، أو حدث طارئ يتطلب التعاون والتكاتف من الجميع.
وكذلك فإن مركز سهل يقبل التيسير على الباحثين الحاصلين على كليات اللاهوت من المسيحيين على اختلاف طوائفهم، أو الباحثين من غير المسلمين في دراساتهم المقارنة، أو تلك التي يرغبون من خلالها التعرف على العقيدة الإسلامية، أو التقارير التي تعد في الأكاديمية عن دراسة الفرق والطوائف المختلفة في المجتمع قديما وحديثا.